إلى كل من يجدنى لا تحاول أن تعلمنى عن مكانى
أخاف أن تجدنى غير تلك التي كنتها
أخاف أن يكون الزمن قد رسم معالمه على روحى
فأفسدها
أصبحت انسانة مبعثرة بلا هدف قوى على الحياة يجبرها
أصبحت أنا بلا عنوان بلا أمانى وضاعت منى ألحانى
فأرجوك لا تعلمنى عن مكانى
حقا لا أعلم أين أنا لكنى مختبئة من أحزانى
فأنا لم أعد أنا ولم يعد إلي كيانى
فقلمى قد هرب منى ولم يعد الرسم عنوانى
قد ضعت بين الأوراق البيضاء
وقلمي الرصاص لا يعبر عن إلهامى
لقد خاننى قلمى صديق طفولتى وأيامى
ما أصعب خيانة الاصدقاء حتى لو من خشب دامى
كلما أمرته بالرسم يأبي ويقول كفى فشلا أيها الحمقاء
أين أنتى أيها الضعيفة بين كل العظماء
سحقا لك أيها القلم السخيف بين الرسامين الشرفاء
سأكسرك وأقتل حلم عمرى وأحرق لوحاتى بيدي
ولن أبكى يوما على فقدانك فبكائي لن يجدى
فإلى كل من يجدنى لا تعلمنى عن مكانى
ولا تقل لى من أنا فلا أريد العودة إلى شطانى
لم يعد بها ما يهمنى فلا أجد هناك ألوانى
أصبحت حياتى بلون واحد وأصبحت سخيفة أيامي
لم أعد أحسب الأيام على اخر لوحة رسمتها
لأنني أعلم جيدا أنها الاخيرة من أطفالي
نعم فإننى أعد لوحاتى كأطفالي
رغم عدم ايمانى بالحب ورغم عدم زواجى
لكننى أنجبت أجمل لوحات ف نظرى
لوحاتى التى رسمتها فى 18 عام
تاريخ عمرى يزول أامام عيني
ولا أبكي عليه ولا أندم على فنى
ندمى الحقيقي على أهلى الذى جمعنى بهم قدرى
أهلي الذين لم يفهمونى يوما وحطموا حلمى
أجبرونى على دخول كلية غريبة ليس فيها مكان لفنى
حاولت استخدام ريشتى معه فحطم حلمي الصبى
حلمي الذى أربيه طوال عمرى أزاله هو بأسلوب عصري
كلما دخلت هذه الكلية أبكى وأبكي
لأنها ساعدت أهلى على تحطيم حلمي
لذا هربت من كل العالم من كل البشر حولى
لن أعود إلى كليتي وهربت بعيدا عن أهلى
هربت من الوجود بأكمله وسرت فى درب لا يعلمنى
والان لا أعلم أين انا ولا أعلم من أنا
اه لو يعود العمر فلن أضيع لحظة دون الرسم بقلمي
فأنا الان تائهة فى درب الضياع
ولا أريد العودة لأرض الضباع
ولا أريد العودة لأرض الضباع
فأرجو كل من يجدني :لا تعلمنى عن مكاني
أخاف أن تجدنى غير تلك التى كنتها